Blog

محور التصوف في إندونيسيا

Aslam
Artikel Mahasantri

محور التصوف في إندونيسيا

كانت إندونيسيا في الأصل دولة تعتنق بمذهب الأرواحية (الإيمان بالأرواح التي تسكن جميع الأشياء مثل الأشجار و الحجارة و الأنهار و الجبال  وما إلى ذلك). ولكن منذ دخول الأديان المختلفة إلى إندونيسيا عبر طرق متعددة، تغيّر هذا الأمر وبدأت ملامح الدولة تتبدل. فأصبح الناس يعرفون أسماء مثل الله و يسوع و فيشنو ، وكذلك سيدهارتا غاوتاما. وهذه الأديان التي في أساسها تحمل العديد من الحجج العقلانية ، و بدأت تُفهم بشكل خاطئ من قِبَل من كانوا سابقًا من أتباع الأرواحية، وخاصة فيما يتعلق بتعاليم الإسلام

و إذا رجعنا إلى قصص الجيل الأول من المسلمين في إندونيسيا، وخاصة الإسلام الذي نشره الأولياء التسعة، نجد أن القصص المتعلقة بعبقرية الأولياء التسعة  لم تنتشر كثيرًا مقارنة بالقصص المتعلقة بكرماتهم التي يعرّفها الناس على مصطلح “الكرامة”. وهذا يثير تساؤلات لدى الكاتب حول كيفية انتشار هذا النوع في تاريخ نشر الإسلام في البلاد، ولماذا حازت الأمور التي تفوق العقل على اهتمام أكبر مقارنة بالأمور المعقولة. و هذا ما أشار إليه تان مالاكا في كتابه المعنون بـ “ماديلوج”، حيث قال إن الشعب الإندونيسي لم يتحرر بعد من قيود الأرواحية، و قبل ذلك بكثير، أي في سنة ٦١٠ ميلادية ، قد أُرسل نبي يأتي بأدلة عقلانية لمحاربة الفهم الجاهلي، لكن الذي يبرز في إندونيسيا هو التصوف الديني لا منطقه

وإن عبارة “سمعنا وأطعنا” غالبًا تُفهم خطأ من قبل بعض الناس، مما يسبب فجوة بين العمل والمنطق الذي يمتلكونه. فالاستماع والطاعة لا يعنيان عدم التفكير النقدي عند مواجهة المشاكل، بل إن ما يقع ضمن دائرة العقلانية هو مسؤولية كل فرد في حلها، وإن كان بعض الناس لم يصلوا إلى ذلك بسبب اختلاف مستويات الذكاء. وما يتجاوز العقلانية لا يعتبر بالمسؤولية الفردية أو الاجتماعية، بل إن عدم كمال العقل هو الجواب على غير العقلانية التي لا تزال لغزا

Kontributor: Muhammad Aslam Dardi (Mahasantri Semester 1 Angkatan Syuara’)